أهل الجلد سهير عبدالرحيم

Kalfelasoar76@hotmail.com

في ليلة شتوية دافئة ويوم استثنائي مختلف ، احتفل الاتحاديون يوم أمس وعلى طريقتهم بأعياد الاستقلال ، وحين يحتفل الاتحاديون بالاستقلال تشعر بأنهم حقاً أهل الجلد والرأس في الاستقلال .

في مدخل مركز أمدرمان الثقافي وبين جنباته وداخل الصالة الفخمة كان علم الاستقلال الأول حاضراً وبقوة ، و ما أن تشاهد الألوان الأزرق والأصفر والأخضر حتى تدرك أنك في ديار الاتحاديين .

المنصة كانت حاشدة برجالات الاستقلال وحزب الأشقاء ، الشيب يكسو الشعر والوجوه وقاراً فوق وقار ، وأعمامنا يتوكأون على عصيهم (وما أدراك ما عصيهم)..!!

الكل يحكي قصصاً ومجالسات أبطالها الازهري والمحجوب وزروق ويحيى الفضلي ، يا سبحان الله شتان بين ذاك الجيل وعهدنا الموبوء ، بين من عايش وعاشر وآنس واتألف مع رواد الحركة الوطنية وبين جيلنا هذا المغضوب عليه ، بين ذكرياتهم وبطولاتهم وبين خزينا وعارنا ، بين أحلامهم وطموحاتهم وبين هزائمنا وانتكاساتنا .

الكل يحكي عن عفة اليد واللسان ، عن الفقر حتى الممات ، عن بيوت الايجار التي كان يسكن فيها رموز الاستقلال وعن الديون في كراس سيد الدكان ، تاريخ نظيف ورائحته ذكية ، لم يكن هناك حديث عن حسابات في سويسرا وفنادق في ماليزيا وفلل في الجميرة ، لامزارع ولا صفقات مشبوهة ولا عطاءات مفبركة ولا أسهم وسندات مضروبة وأخرى محروسة .

لا أسماء تلوثت ولا شهادات دبجت ولا سيوف وصقور وزعت ، وإنما كفاح ونضال وقيم حياتية آمنوا بها ورعوها ، إنهم رجال الديمقراطية الذين جاءوا بالشرعية و وجاءوا للوطن والمواطن ، لم يزيفوا انتخابات ولا (خجوا) صناديق اقتراع ولا دخلوا القصر عبر دبابة

لهفي علي جيل لو قدر له أن يرى ما آل إليه حال الوطن الذي بذلوا كل مهجة في سبيله ، لتمنوا أن تنطبق عليهم السماء والأرض بما رحبت .

فكرت وأنا اصطحب صغيرتي لاستلام تكريم رمزي لجدها ، كيف ياترى أحكي لها عن ذكرياتنا… هل استلف حكاوى الاستقلال أم أقص عليها خزعبلات ومآسي وأوجاع جيلنا .

خارج السور:
ناس يقولوا ليك اجتمعنا مع الازهري وقابلنا الفضلي وحكينا للمحجوب ، وناس يقولوا ليك اتفقنا مع بلال و تشاورنا مع ممتاز والتقينا كبر
لاحول ولاقوة إلا بالله.
نقلاً عن الأنتباهة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...