التراث يدخل ضمن منظومة الصحة الإنمائي لعلاج السل

فاطمة رابح

(الكشكوش ، البانمبو والمزامير والطار والنقارة والكيرنق والشتم والكاس ، والدلوكة وغيرها ) تلك بعض من الألات الشعبية التي صدرت منها الايقاعات ترافقها الرقصات  خلال جلسة تفاعلية حول دور الاعلام والثقافة السودانية لمكافحة مرض السل بالسودان نظمها برنامج الصحة الانمائي على طريقة التراث الشعبي السوداني بحضور المستشارة الدولية لأمراض القلب والصدر والرئة ميرتا تاكسدال  والأستاذة هنادي حسين رئيس البرنامج بالسودان وذلك  ببيت التراث بالخرطوم حيث شهدت الأمسية التي تمت  بطقوس تراثية خالصة بطعم ورائحة البن والفول السوداني والفيشار وتخللتها أغاني  شعبية تكافح المرض من احدى الحكامات وفرقة شعبية مشاركة وشدى فيه الفنان جمال النحاس بأبيات شعر مات صاحبها بالمرض وكان يرثي حاله بدمعة شوق…ﺻﺪﺭﻱﻣﺰﻣﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺷﺮﺑﻲ …

وترحم الاحتفال على أرواح شعراء أصيبوا بالمرض حيث أشار جمال النحاس الى الوصمة الاجتماعية الضارة في حق مرضى السل نتيجة للثقافات المتعددة والتي ترسخت في أذهان الناس عن المريض وعزله تماما عن المجتمع وعدم معايشته وحرق أدواته بعد مماته وأشار الى ان اهمية التوعية بالمرض والحرص على تخمير الأنف عند العطس منعا لخروج الجراثيم و ذكر الخير الفادني أن البلاد فقدت شعراء وطنين ومرهفين بسب الداء الذي يرتبط بالمبدعين وبالشعراء والفنانين لجهة أن المبدعين يرهقون أنفسهم و يساهرون كما أنهم قليلو الأكل وأشار الى عدم توفر العلاج في الأزمان الماضية وان هناك شعراء من بينهم معاوية النور وأبو القاسم الشابي وخليل أفندي الذي نظم مقطع شعر ماهو عارف  نقتطف من نظمها

ماهو عارف قدمه المفارق يا محط آمالي السلام

في سموم الصيف لاح له بارق لم يزل يرتاد المشارق

كان مع الأحباب نجمه شارق ماله والأفلاك في الظلام

من حطامك أنا غصني وارق في شن أبقيت للطوارق

وقال أن الشاعر  التجاني يوسف بشير وﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺑﻄﺮﺍﻥ توفيا بذات المرض في أعمار صغيرة وذكر ماكتبه مصطفى من شعر يرثي بها نفسه حينما كتب دمعة شوق منها

ﻧﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﺤﺎﺭ ﻟﻴﻠﻰ ﻃﺎﻝ ﻫﺒﻲ

ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺎﻫﺮ .. ﻭﻧﻮﻣﻲ ﻣﺘﺨﺒﻲ

ﺍﻧﺘﺤﻞ ﺟﺴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻃﺒﻲ

ﻭﺷﺤﻮﺏ ﻟﻮﻧﻲ .. ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺒﻲ

ﺍﻧﻄﺮﺏ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﻲ

ﺻﺪﺭﻱ ﻣﺰﻣﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺷﺮﺑﻲ

وأشارت الأستاذة هنادي حسين رئيس البرنامج بالسودان الى أن البرنامج يعتمد على اشراك المجتمع وخلق شراكات مع كافة المجتمع وخلق شراكات مع الجهات ذات الصلة والعاملة في مجال الصحة بغرض تحقيق الأهداف الانمائية كما يهدف البرنامج الى تعزيز الصحة ومكافحة الأمراض خاصة الأمراض المعدية وسريعة الانتشار وذلك عن طريق نشر ثقافة التوعية والارشاد وسط المجتمعات الأكثر عرضة لانتشار المرض والتي بها وصمة عالية من الأمراض المختلفة نسبة لغياب المعلومة الصحيحة بالاضافة الى توصيل المعلومة الصحية للمرض وتقديم الدعم والمساعدة في مجال الفحص والعلاج المجاني وقالت أنهم يعملون في المناطق الأكثر اذدحاما ووسط شرائح الطلاب والبدو الرحل  وقالت أن خطورة المرض تكمن في أن يقطع المريض العلاج وبالتالي ظهور الدرن المقاوم الذي تطول فيه فترة العلاج لمدة سنتين وقالت أن البرنامج يستصحب الفنانين والاعلامين لتحقيق الرسالة وأمتدحت هنادي دولة النرويج لوقفتها ودعمها لأنشطة البرنامج كما أثنت على الجهود المبزولة في ذات الاتجاه

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...