القلم السيال.. ترانيم أمال عباس

علي أتبرا

♢ في تحريكي لمؤشر الراديو وبحثي عن محطة إذاعية التقط منها كلمة مفيدة وقفت أمس عصراً عند إذاعة المساء FM-101 استوقفني صوت الصديق العزيز، الإعلامي الرقم حسين خوجلي وهو يحاور الصحفية المخضرمة أمال عباس.

♢ سمعت جزءاً من الحوار وتمنيت لو أني سمعته كله. فمجرد لقاء حسين خوجلي الإسلامي الضليع وأمال عباس الشيوعية المعتقة يعتبر لقاءً (في الأرض عِرِق وفي السما مِرِق). في الأرض (عِرِق) من أجل تثبيت الحدود الدنيا من القواسم الوطنية المشتركة. وفي السماء (مِرِق) من أجل السمو بمبادئ الإنسان وخُلُق تعايشه مع الآخر.

♢ حسين خوجلي أتاح الفرصة لأمال عباس لاثبات أنها كشيوعية ليست على جفوة مع القرآن. وذلك بسؤاله إياها عن علاقتها بالقرآن.

♢ وكنت أتوقع من أمال عباس أن تحدثنا بعمق فكري في إجابتها عن هذا السؤال. فقد تحدث كثير من علماء اليهود والنصارى ومفكريهم عن القرآن كحقل للتفكر في الكون والتدبر في النفس حتى إن بعض المسيحيين اهتدى إلى الإسلام.

♢ لكن أمال عباس تحدثت عن مصحف والدها المخطوط باليد باللونين الأخضر والأحمر وتحدثت عن أنها تختلي بعبادتها ولا تريد أن يطلع عليها أحد، وأنها لاتوافق الذين يعلنون تدينهم. أو بهذا المعنى.

♢ ثم ذكرت أمال عباس أنها كانت تسمع (ترانيم)!! من والدها أو من غيره لم أتبين ذلك. (ترانيم حتة واحدة كدا يا أستاذة أمال)؟! حاولت أن استرجع سِنِيَّ الخلوة وماتلقيته في المدارس وما تلقيته في حلقات مشائخي السودانيين واليمنيين والمصريين وماقرأته من تفاسير وسنن وسير وفكر إسلامي لأجد كلمة (ترانيم) فلم أجدها. والسؤال الموجه لأمال عباس كان عن علاقتها بالقرآن!

♢ كلمة (ترانيم) في الأديان هي مصطلح (كتابي) وليست مصطلحاً قرآنياً وللمسيحيين مئات الآلاف من الترانيم بمختلف لغات العالم.

♢ لست مشفقاً من مصطلح (ترانيم) الذي أدخلته أمال عباس في قاموسها القرآني. ولكني أخاف أن يطْلَع علينا شيوعي (سغنتوتي كدا) من الذين تربوا على حرق اللساتك في الطرقات والحشد للمظاهرات بـ(الكي بورد) ثم يصبح نائماً ليسأل في ظهيرة اليوم التالي عن أخبار المظاهرات. أخشى أن يطلع علينا بمصطلح (أقانيم) في حديثٍ عن علاقته بالقرآن! وأردت أن أستبق ذلك بالحديث عن (الأقانيم).

♢ المسيحيون مذاهب في تعريفهم للإقنيمة الثلاثية، فمنهم يرى أنها صفات ومنهم يرى أنها كائن حي قدير مستقل بذاته ينسب أفعاله إلى نفسه، ذو أبعاد ثلاثة هي الأب والإبن والروح القدس وهي أي (الإقنيمة) كالمادة ذات الحالات الثلاث (الصلابة والسيولة والغازية). هذا باختصار شديد تعريف الـ(إقنيمة) حتى لا يطلع علينا أحد فقهاء اليسار فيدخلها لنا بالنهار والجهار في ثقافتنا الإسلامية.

♢ وربنا يتقبل ترانيمكم أيها الرفاق، ورفقاً بنا في تناولكم للشئون القرآنية.

صحيفة آخر لحظة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...