القلم السيال
ذبابة الاستديو بين أوباما وأماني
إلى الذين قالوا في الأسافير: إن هذا لا يحدث إلا في السودان نقول: حدث مثله لرئيس أكبر دولة في العالم. ونقول: إن استغلال المواقف والأحداث وتجييرها لغرض أو هوى يخص من يستغلها، يعتبر عملاً لا جدوى منه. بل يعتبر خصماً على المستغِل.
♢ لكن هناك ناشطين كثيرين كتبوا كلاماً مسؤولاً حول حادثة الذبابة أو (النحلة) في استديو الأخبار بتلفزيون السودان. اخترت من رسائلهم رسالة الزميل الإعلامي والناشط الإسفيري والصديق العزيز محمد الشعراوي عبد الحفيظ المقيم بالمدينة المنورة الذي كتب تحت عنوان (أماني تجتاز الأزمة باقتدار) فقال: تعرضت مذيعة نشرة الأخبار الأستاذة أماني عبد الرحمن السيد لهجوم من نحلة داخل استديو الأخبار وهي تقدم النشرة الرئيسية على الهواء مباشرة وكان أمراً مزعجاً للغاية وأشفقت على المذيعة وكانت لحظتها تدير حواراً مباشراً عبر الهاتف ولكنها تجلَّدت وأدارت الحوار باقتدار رغم طنين النحلة وإصرارها على الجلوس فوق رأسها. ولكن خبرة المذيعة وأداءها الممتاز وحضورها الذهني القوي مكنها من عبور هذه اللحظات ولو كان هذا الأمر في قناة أخرى محلية أو عالمية لأوقفوا النشرة. كما أن الطاقم الفني للنشرة لم يتدخل بإنزال صورة ثابتة أو متحركة على الشاشة. وقادت أماني المعركة لوحدها وعَبَرت. كما ألوم مرتادي الوسائط الذين جعلو الحادثة مادة للسخرية والتندر على التلفزيون القومي متجاهلين مابذلته المذيعة من جهد حتى انتهى الموقف دون قطع النشرة الرئيسية.
التحية للأستاذة المذيعة المتمكنة أماني عبد الرحمن وقد أثبتت جدارتها وحمداً لله على السلامة. (انتهى كلام الشعراوي)
♢ أذكر أن الرئيس الأمريكي السابق أوباما كانت قد هاجمته ذبابة منزلية وهو في حوار على الهواء مباشرة فحاول كثيراً قتلها بكلتا يديه وعندما تمكن منها قال عبارته التي انتشرت في الميديا
(I, get it)
غير أن المصور كان متميزاً فصور الذبابة من قريب حتى علمنا أنها ذبابة منزلية. لكن الحشرة الطائرة التي اقتحمت استديو الأخبار في تلفزيون السودان كان لها طنين غطى على الصوت فكان مزعجاً حتى للمتابعين. تلك الحشرة إما هي نحلة كما استنتج الزميل الشعراوي أو هي ذبابة بقر حمراء أو هي (ضبانة حمير) خضراء لم نستبنْها لأن المصور لم يعمل (زومنج) للكاميرا كما فعل الخواجة. والفرق بين ذبابة أوباما المنزلية وأيٍّ من الحشرات الثلاث المحتملة هو أن ذبابة أوباما مزعجة أكثر من كونها مؤذية أذىً مباشراً ولكنْ أيٌّ من النحلة أو ذبابة البقر أو ذبابة الحمير مزعجة ولها لسعة مؤذية وقد لطف الله بالمذيعة أماني عبد الرحمن.
♢ قد يعتبر البعض أن الحادثة صغيرة ولاتستحق منا كل هذا الاهتمام. ولكن التفكير خارج الصندوق في المجتمعات والدول الراقية ينتج في الغالب عن مثل هذه الأحداث. فهل جلست إدارة التلفزيون (نافذتنا الإعلامية الأولى على العالم) وقيمت الحادثة وخرجت منها بتوجيه لمعالجة المواقف المشابهة والمحتملة؟ نرجو ذلك.
صحيفة آخر لحظة