القلم السيال

كلنا مسيرية

اليوم كلنا مسيرية. كل السودان مسيري. كلنا ضد الاعتداء الأجنبي على أهلنا وإخواننا وصمام أمان حدودنا في ما يليهم من حدود. الرجال الأشاوس الذين لاينتظرون المدة ولا يخافون الهدة. فرع البقارة الجهينية كرام الأصول والطباع أهلنا المسيرية.

♢ هي ليست مأساة قبيلة بل هي قضية دولة. ظللت أتابع أخبار اعتداءات جيش دولة جنوب السودان المتكررة على قبيلة المسيرية والقلب يتقطع ألماً.

♢ الدينكا والنوير يقتل بعضهم بعضاً في دولتهم لكنهم ينسون ثأراتهم عندما يتجهون نحو المسيرية. هذا الجيش الهمجي فاقد الخلق والإنسانية لم يرحم امرأةً ولا طفلاً ولا شيخاً أوهنته السنين. جيش أجنبي يستبيح الأرض والدماء والأموال. ويتوغل داخل حدودنا (14) إلى (70) كيلومتراً. ثم عندما تفكر دولته في معالجة الأمر لا تعتذر لحكومتنا بل يمارسون البلطجة حتى في طلب السلام! فمسؤلوهم في مقاطعة بانتيو وفي جوبا يناشدون بوقف التصعيد ويعرضون (3) ملايين دولار ديات لذوي القتلى وهم (17) قتيلاً ويعلنون استعدادهم لإعادة آلاف الرؤوس المنهوبة من الأبقار والضأن والماعز. ولكن ذلك لا يتم مع نظرائهم في حكومة السودا! فقد نقل الزميل الصحفي يوسف عبدالمنان لصحيفة (المجهر السياسي) عدد الأمس أن حسن محمد صباحي عضو المجلس الوطني تلقى اتصالاً هاتفياً من حاكم مقاطعة بانتيو الدكتور جوزيف مانتويل واتصالاً آخر من الفريق توت قلواك مستشار الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت عرضوا من خلاله وقف التصعيد. وحسن محمد صباحي قيادي محترم لكنه ليس حاكماً للولاية السودانية التي وقعت فيها الأحداث ولا مستشاراً للرئس السوداني.

♢ وقفت طويلاً مستهجناً ومتسائلاً عن عبارة (وقف التصعيد بين المسيرية والجنوب) الواردة في نفس الخبر وتساؤلي هو: هل حرب التطهير العرقي هذه التي تدور هي بين دولة وقبيلة؟! أم هي اعتداء دولة على أرض وشعب وثروات دولة أخرى؟! لكني أرجو أن تكون العبارة قد تسللت إلى الخبر دون قصد. لأن إيرادها هكذا دون تعليق يؤصل للاتصالات العشوائية غير البرتوكولولية التي يقوم بها مسؤولو دولة الجنوب مع قادة المسيرية وليست مع حكومة السودان كما يؤدي إلى ما لاتحمد عقباه من إشعال غبن عشائري جذوته تكمن في الدماء المسكوبة والأموال المنهوبة.

♢ صورة الطفلة حواء باخت ذات الثمانية عشر شهراً التي وصلت الخرطوم ضمن جرحى الهجوم الغادر لجيش دولة الجنوب على بلادنا وهي مصابة بطلق ناري في عينها وفكها الأسفل كافية لتقوم القوات النظامية والقوات المساندة بعمل في منطقة الدبب مثل العمل الذي قامت به في هجليج. ناهيك عن القتلى والجرحى… هؤلاء القوم لا أمان لهم ولا تردعهم إلا القوة.

♢ حسناً فعلت الدولة بابتعاث نائب رئيس هيئة أركان الجيش الفريق برهان ليلتئم وفده في الدبب مع وفد حكومة ولاية غرب كردفان برئاسة والي الولاية الدكتور أبو القاسم الأمين بركة. وفي عهد العزم والحسم نسمع كل يوم مايسرنا بإذن الله.

♢ وكلنا مسيرية.

صحيفة آخر لحظة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...