الكهرباء تعلن عن دخول ولاية غرب كردفان الشبكة القومية
بهاء الدين احمد السيد
كثير من المشروعات التى نفذت في مجال إنتاج، ونقل، وتوزيع الكهرباء، ظلت تحمل في طياتها متوالية من العزم والوطنية ، في ظل تحديات جمة تواجه التنفيذ ، بدءا من الظروف الطبيعية ،وغيرها من الأسباب التى تجاوزتها الكوادر الوطنية الهندسية والفنية بكل خبرة واقتدار.
ولعل محطة أبو زبد التحويلية تأتي في محور هذا السياق فهي تقع ضمن مشروع كهرباء محطة الفولة الذي كان من المقرر أن يمول كاملاً من بنك الإستيراد و التصدير الصيني، حيث توقف التمويل لبعض الظروف ما جعل مشروع الفولة يتوقف عن العمل و مواصلة المسير .
ولكن و لحسن الطالع كان عقد خطوط نقل الكهرباء بتوريد المعدات فقط أما التركيب من مهام الشركة السودانية لنقل الكهرباء علما بأن آخر نقطة في ولاية شمال كردفان داخل الشبكة القومية كانت مدينة الأبيض .
بالتالي كان المطلوب تشييد خط النقل من الأبيض حتى مدينة بابنوسة، مارا بمدن الدبيبات، و أبو زبد، و الفولة، مع قيام أربع محطات تحويلية في كل من المدن الأربع، و توسعة محطة الأبيض.
وبجهود مضنية تواصل العمل فيها ليلاً نهار حشد له كافة الطاقات تمت التوسعة لمحطة الأبيض آنذاك بنسبة 100% ، وً تشييد الخط الناقل كاملاً حتى مدينة بابنوسة و لأن عقد المحطات كما هو مشاع بين الكوادر الهندسية كان ( تسليم مفتاح) لم تكتمل المحطات الأربع حيث كانت نسب التنفيذ متراوحة بين 80 % للدبيبات و 60 % لأبي زبد و 18% للفولة كما لم يبدأ العمل بعد في محطة بابنوسة.
ومن هنا عقدت الشركة السودانية لنقل الكهرباء العزم على إكمال المحطات التي تقدم فيها العمل، ومن ثم كان ميلاد محطة الدبيبات التي أدخلت للخدمة في العام 2016 ، تزامن مع هذا الوضع المتقدم عمل تقييم لمحطة أبو زبد و حصر النواقص بها وكانت نسبة الإنجاز لا تتعدى في محور الأعمال المدينة نسبة 60 %.
بدأت الشركة السودانية لنقل الكهرباء في وضع خطة للعمل بتركيب المعدات الموجودة من محولات ،و معدات خارجية مع توصيل (بسبار المحطة) جانب 220 ك ف كاملاً و تركيب المحولات ،و المفاعلات، و المحولات المساعدة.
وكان التحدي الأكبر يتمثل في توفير معدات الحماية و التحكم ،و معدات ربط المحطة بمركز التحكم القومي، حيث لا يحتمل إدخال محطة في مستوى 220 كيلو فولت من غير التحكم بها ،و تشغيلها آليا عبر مركز التحكم القومي .
تجاوزا لهذه المرحلة تم التعاقد مع مقاول صيني لتوريد معدات التحكم و الحماية بعد أن تمت إجازة الرسومات والتصاميم ، و الإتفاق على الفترة الزمنية لتوريد المعدات،إلا أن المقاول تأخر كثيراً في الايفاء بالعقد خشية عدم الدفع بالعملات الحرة حيث ان العقد يقول( الدفع مقابل مستندات الشحن).
عندئذ طلب المقاول تعديل العقد عدة مرات عقب إستلامه لمقدم العقد مقابل خطاب ضمان بحيث يتم الدفع له قبل التصنيع،وهو مالم يكن في المستطاع قبوله لذلك رفض، مع الإبقاء على العمل في الجوانب الأخرى .
ليبدأ المقاول في اعداد برنامج جديد للتسليم يمتد حتى فبراير من العام القادم 2019 و من ثم تمت الموافقة عليه ،مع الإبقاء على (الدفع مقابل مستندات الشحن) على أن تستخدم المعدات في محطات أخرى مثل الفولة لتشابه التصميم.
وبالمقابل قامت الشركة السودانية لنقل الكهرباء بإتخاذ عدد من الترتيب لإدخال المحطة بمجهودات ذاتية من الشركة بعد أن وضعت برنامجاً محكما لتوفير (طبلونات الحماية والتحكم )من قطع غيار التشغيل والصيانة و التي كانت سابقاً تدعم من متبقي المشروعات ، فتم دعم المشروع من التشغيل والصيانة و إكمال كافة النواقص وصولا إلى مرحلة الربط بمركز التحكم القومي ،بمجهودات خالصة من قبل أتيام العمل بالمشروع، و التشغيل والصيانة .
وبهذا الجهد المضني تم ربط المحطة بمركز التحكم القومي و إكتملت جميع الإختبارات الفنية الحتمية لمثل هذه المحطات ، و من ثم بعد ذلك تمت تغذية المحطة بالكهرباء في الخامس عشر من نوفمبر الماضي لتدخل بذلك ولاية غرب كردفان الشبكة القومية للكهرباء لتأخذ نصيبها من التوليد المشترك داخل الشبكة من محطات مروي و الروصيرص و قري و ستيت و أعالي عطبرة وبقية محطات التوليد العاملة معا داخل المنظومة الكهربائية.
تبلغ سعة المحطة التحويلية عدد محولين تصل سعة المحول الواحد( 60 ميقا فولت أمبير) أي بسعة إجمالية 120 ميقا فولت أمبير ، حيث تتغذى المحطة عبر خط نقل ثنائي الدائرة بجهد 220 ك ف .
وتكتمل الفصول الأخيرة من القصة بمواصلة العمل في الشبكة الداخلية لمدينة أبو زبد من قبل الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء و تغذية مدينة الفولة ، حيث من المتوقع ان تسهم الكهرباء في دفع عجلة الانتاج الصناعي لاسيما وإن غرب كردفان تتمتع بخاصية متميزة في إنتاج الزيوت ، بفضل الزراعة الموسعة للفول السوداني ، والحبوب الزيتية الأخرى ،مما يشكل دعما حقيقيا لمسار الناتج المحلي الإجمالي ، فضلا عن خلق فرص عمل جديدة في هذا القطاع ، بما يعزز من انفاذ برامج الدولة في تحسين الوضع الإقتصادي ومعاش الناس.
ولعل هذه الخطوة تعبد الطريق نحو إيصال الكهرباء إلى دارفور الكبرى مما يؤكد انها خطوة فاعلة في الطريق الصحيح.