تدشين كتاب تاريخ ملوك سنار والحكم التركي المصري في السودان
شهدت قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم اليوم الخميس 29 نوفمبر 2018 واحدة من اهم الفعاليات العلمية والتي تمثلت في حفل تدشين كتاب(تاريخ ملوك سنار والحكم التركي المصري في السودان) للمؤلف أحمد بن الحاج أبوعلي المعروف بــ(كاتب الشونة).. الكتاب حققه وقدم له وعلق عليه البروفسور يوسف فضل حسن.. وذلك برعاية كريمة من الشركة السودانية للهاتف السيار زين بالتعاون مع معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم، ويعتبر هذا الحفل تتويج لجهد وتحقيق علمي وبحثي كبير استغرق نحو ستة عقود من الزمان بذلها أستاذ الأجيال المؤرخ البروفسير يوسف فضل حسن حتى يرى هذا الجهد الكبير النور.
جاء حفل التدشين بهياً في رحاب جامعة الخرطوم ومعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية وسط حضور نوعي ضم صفوة المجتمع من علماء ومدراء وأساتذة جامعات وباحثين وقادة للفكر والرأي والسياسة والصحافة، وذلك وسط حضور نوعي كبير ضجت به قاعة حفل التدشين الذي ترأس جلسته بإقتدار البروفيسور علي شمو، في تسابق فريد نحو العلم والمعرفة والنهل من فيضها.
استعرضت الجلسة العلمية خلال الجلسة ثلاث أوراق ، قدم الأولى البروفسير أحمد إبراهيم أبو شوك، أستاذ التاريخ بجامعة قطر، بعنوان: “مخطوطة كاتب الشونة والبروفسير يوسف فضل حسن ، وقد تناولت الورقة أهميَّة النصّ ورصانة التحقيق كما ناقشت النسخ المختلفة من تحقيق كاتب الشونة والتي سبق وأعدها كل من البروفسير مكي الطيب شبيكة، والأستاذ الشاطر بصيلي عبد الجليل، والبروفسير بي إم هولت، ومن ثم دواعي إعادة تحقيق هذه المخطوطة والإضافات التي قدمها التحقيق الأخير. وخلصت الورقة إلى أن التحقيق الذي قدمة البروفسيور يوسف فضل حسن فرضته ضرورة وحاجة علمية لظهور نسخ جديدة لم تتوافر لمن سبقوه، وأنه اختلف شكلاً ومضموناً عنها، فالتحقيق الجديد اعتمد على عشر نسخ خطية جمعها البروفسير يوسف من مظآن مختلفة حول العالم، وقدم لها هوامش تفصيلية شارحة وأعاد قراءة كل ذلك مستعيناً بالمصادر الأخرى المعاصرة لفترة تأليف الكتاب.
الورقة الثانية قدمها الدكتور السفير حسن عابدين وفيها ساح بالحضور في رحاب يوسف فضل حسن الأستاذ والباحث والصديق والأب والإنسان مستعرضاً سيرة الرجل العلمية والإدارية وإسهاماته المختلفة. وقدم الأستاذ محمد مصطفى النور الورقة الأخيرة والتي تناولت لمحات من مراحل تحقيق الكتاب قسمها لأربع مراحل: المرحلة الأولى (1962- 1993)، المرحلة الثانية (1993- 2000)، المرحلة الثالثة (2000- 2017) والمرحلة الأخيرة (2017- 2018) مبيناً طبيعة كل مرحلة وما أنجز فيها والجهد الذي صاحب هذا الإنجاز، وخلص للقول أن هذه التجربة أسست لمدرسة علمية في التحقيق.
وقد تحدث الأستاذ صالح محمد علي، مدير أول قطاع الاتصال المؤسسي بشركة زين، حول اهتمام الشركة بتشجيع الإبداع في مجال البحث العلمي، مبدياً استعداده التام لمزيد من الشركات الفاعلة مع المؤسسات العلمية والبحثية ودعم المبدعين وتشجيعهم.
ورحبت الدكتورة منى محمود أبوبكر بالحضور في ظلال معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية الوافرة، مبدية فخرها بالبروفسير يوسف فضل حسن وما ظل يقدمه لجامعة الخرطوم وللبحث العلمي في السودان معددة مآثره وأفضاله على الاثنين.
وتداخل بالنقاش كل من البروفسير أحمد محمد سليمان، مدير جامعة الخرطوم، والبروفسير علي صالح كرار، والبروفسير إبراهيم القرشي عثمان، والدكتورة إخلاص مكاوي شارحين لجهود البروفسير يوسف فضل ومثنين على ما أنجز في هذا الكتاب المهم الذي جاء في 412 صفحة.
محقق هذا العمل العظيم البروفيسور يوسف فضل وخلال كلمته للحضور أوضح بأنه ولأول مرة عبر مسيرته يهتم بعمل تدشين رسمي لأي من مؤلفاته عدى هذه الإصدارة التي وتقدم فضل بالشكر والتقدير لكل من ساعده في إنجاز هذا العمل الكبير، كما اثنى فضل على شركة زين التي تكفلت بطباعة ورعاية حفل تدشين هذا السفر التاريخي المهم الذي يغطي الفترة ما بين 1504 إلى 1871 للميلاد .. ويعد ثاني أقدم وأهم مؤلف عن السودان بعد كتاب الطبقات لود ضيف الله، تناول مختلف الجوانب السياسية والإجتماعية بالسودان خلال أربعة قرون .. وتحدث فضل عن الجهد الذي بُذل كبيرا طوال ستة عقود ماضية حتى يُنجز هذا العمل البحثي المهم.