دكتور ابراهيم الصديق علي يكتب رؤى وأفكار

د ابراهيم الصديق علي

انتقال قنوات سودانية
(1)
.. في خاتمة الأسبوع الماضي، انتقلت بعض القنوات السودانية إلى قمر جديد، وهذا حق في إطار البحث عن الجودة في الرسالة وشدة التنافس بين الأقمار في تقديم أسعار تفضيلية، ولكن الحدث يطرح أسئلة كثيرة، عن العلاقة بين (المرسل) و(المتلقي) وهناك طرف خفي وهو (المعلن) الذي يود أن تصل رسالته للجميع وأوسع شريحة، ومع هؤلاء هناك المخطط العام وبناء الاستراتيجية الإعلامية، لأن الرسالة الإعلامية شديدة الأهمية وذات تأثير بالغ في أوقات الأزمات، حيث يمكن لجهة ما أن تطفيء رسالته بلمسة (زر)… وقبل ذلك نؤسس لبعض التعريفات، فالانتقال تم وفق نظام DVB-S2 وهو بالتأكيد ليس نظام )HD(، واختصارات الأولى تشير إلى:
Digital Video Boardcasing

فهو نظام جديد من البث الرقمي وقد تم استخدم اول نسخة منه فى العام 2004م وهو بالتالى ليس انتقالاً إلى البث عال النقاء أو:
(High Difintion)،
ولكل خصائصه، والدليل أن نظام عال النقاء يتطلب إعادة كاملة لبناء المنظومة الانتاجية (التصوير والاستديوهات والمونتاج وخصائص الصوت) وهو نظام بالقطع لا يتسق أو يتواءم (confinguration)
مع أي تقنية أخرى وبما أن استديوهات الكثير من قنواتنا لم تتغير (على الأقل السودان والشروق والخرطوم) فإن هذا انتقال بجودة رقمية كما أن أي مواد تم انتاجها بالرقمية لا يمكن أن تبث من حيز (HD)، وقد تتطلب دعما من أجهزة (HD) لا أكثر، خاصة أن غالب هذه القنوات تعمل حتى هذه اللحظة بتقنية (SD)
أو (Standard Digital)، وعليه فإن توافقها مع منظومة (DVB-S2( سهل وميسور .
(2)
وبعيداً عن دواعي انتقال القنوات إلى القمر الجديد، فإن هناك اشتراطات، أظن من الأوفق أن يتم ترتيبها ابتداءً، وأولها: التهيئة للانتقال، وتستمر في بعض القنوات أكثر من 90 يوماً، وفي أحيان كثيرة يتم الاستمرار بالخيارين إلى فترة (تطبيع) وانتقال سلس لأن ذلك يمثل حقا للمتلقي حتى لا يؤخذ على حين غرة، دون اعتبار من هذه القنوات ، ومن حق المعلن ايضا .
وثانيها: فإن أمر البث الإذاعي والتلفزيوني يدخل ضمن خيارات الأمن القومي، وأين تصل الرسالة وكيف وضمانات وجودها أمر يرتبط بالأمن القومي، ولابد أن تحدد جهة ما وتوافق على الانتقال يحقق الطمأنينة على سلامة الرسالة في أوقات الأزمات، فهل وافقت وزارة الإعلام وكانت حاضرة؟ وهل هناك خارطة عن البث السوداني وأماكنه؟ وهل لدى هيئة البث السوداني أي معرفة بهذا الأمر ووافقت عليه.
وفي خاتمة الأمر، إن أمر البث التلفزيوني والإذاعي يتطلب دراسة وخارطة شاملة توفر للقنوات السودانية الانتقال إلى البث عالي النقاء (HD) في ظروف مناسبة، وتهيئ المجتمع لهذا الخيار المهم والضروري، والذي يتجه إليه العالم خلال فترة لا تتجاوز خمسة أعوام، وربما من الضروري أن توضع اشتراطات للقنوات الجديدة..
والله المستعان

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...