زيارة سرية لمستشفى ابوعنجة تكشف اوضاعا ماساوية
الفنان شول منوت يقول انه يشتغل حفلة بالليل ليوفر المصاريف ويعود إلى عنبره بالمستشفى لمواصلة العلاج
تحقيق : رابعة أبو حنة
تسللت خلسة إلى داخل المستشفى بعد أن توفرت لدي معلومات كانت كافية لأن تدفعني دفعا بزيارتها سرا حتى لايشعرن بي أحد ويكشف هويتي .ادرت حوارات مع المرضى والمرافقين وقفت على أحوالهم من الوهلة الأولى أيقنت أن كل ما ذكره مصدري عن الأوضاع المزرية داخل المستشفى صحيح بل إن المصدر سقطت منه بعض المعلومات ربما سهوا .
عنبر الفنان شول منوت كان آخر العنابر التي زرتها ورغم أنه لم يتعرف علي كانت افاداته العفوية عن الوضع داخل المستشفى صادمة بعد لن وجدت برفقته بعض المرضى يقومون بخدمة بعضهم داخل العنبر حيث يقومون بطهي الطعام بجواره على (الهيتر ) باغته بسؤال من أين لكم بأموال الطعام قال إنه يعمل مساء (يطلع حفلة ) في المساء ليوفر مصاريف الطعام والأدوية وغيرها ثم يرقد بالمشفى نهارا لمواصلة العلاج وقال انه يأخذ على الحفلة الواحدة مابين 3إلى 5مليون
زيارة تنكرية المستشفى ابوعنجة بامدرمان .
لم تكن حالة الفنان شول هي الوحيدة داخل المستشفى بل رصدت من خلال تحركاتي بين العنابر مرافقي المرضى يطبخون داخل العنابر مبررين ذلك بأن الأكل داخل المستشفى ردئي وهو عبارة عن فول عليه جرجير فقط كما طالعته في غرفة شول وبامية حسبما ابلغتني بعض النسوة .
مشاهدات أخرى داخل المستشفى تبدأ من المدخل وعلى باحة المستشفى لم يوفقني أحد أو يستفسرني أعدت النظر مرتين للتأكد أكثر أن كانت هي مستشفى أبو عنجة التي أقصد أم أنني ضللت الطريق وبعد تفحص في اللافتة تأكدت من أنها هي وكان ما أثار شكوكي هو عدم وجود أي شخص أمام البوابة الجنوبية التي اخترت أن أدخل عبر من بين مداخل كثيرة للمستشفى ربما هي كذلك مشرعة الأبواب … النجيلة داخل الحوش أصبحت هشيما تزراه الرياح لكن الأشجار صامدة أمام العطش ربما لانها تحتفظ بتاريخ قادة المهدية الشجعان أمثال أبو عنجة المسمى المستشفى باسمه توغلت إلى الداخل ولاحظت أن جزء من المباني مهترئي وقديم يحتاج إلى ترميم وطلاء .
مرضى يرقدون على الأسرة تحت ظلال الأشجار كنت قد استفسرت مرافقيهم عن أسباب استغلالهم بظلال الأشجار فقالوا لن العنابر سخنة وتعطلت بعض المراوح و المكيفات .. بعض المرافقات أيضا استغلين ظلال الأشجار لصناعة الطعام لمرضاهم لنفس المبررات التي ذكرها مرافقي شول منوت .
الحمامات
بسبب الإهمال وعدم الاهتمام وتراكم الاوساخ تحول لون الحمامات داخل المستشفى الناصع البياض الى سواد حالك. وتجذبك الروائح النتنة والكريهة من على بعد اميال
حقنة وقاية
بعد إنتهت الزيارة التنكرية استغليت رقشة من خارج المستشفى وعلمت من اصحاب الرقشات انه كان علي اول ان انطعن حقنة حتى لا اتعرض لمرض وخاصة ان الامراض داخل المستشفى جميعها معدية وخطرة صراحة كنت اعلم بان الامراض معدية ولكن لم اهتم بوقاية نفسي وكان كل همي ان اصل للمرضى وواعكس حالتهم. حتى لو كان في ذلك هلاكي
حملت أوراقي وذهبت لوزارة الصحة الاتحادية لاستجلاء الأمر حول الامراض المعدية وتوجهت نحو ادارة الوبائيات بولاية الخرطوم ووجدت المديرة في أول مكتب دخلت اليه عرفتها بنفسي وقلت لها اريد معلومات عن الامراض المعدية حجم انتشارها وتقارير واحصائيات عن حجمها حولتني مباشرة الى مدير ادارة الطب الوقائي دكتور أحمد ووصفت لي المكتب وقالت ليس مسموح لنا بالتصريح هو من يصرح عن الادارة لجهة انها تتبع لإداراته ووصفت لي المكتب الذي لايبعد كثير عن مكتبها وعلى الفور ذهبت اليه ووجدت شخصين داخل المكتب وفي المكتب وقفت مايقارب ال 10دقائق دون ان يقول لي احدهم تفضلي ودخل شخص آخر انشغلوا معه ونسوا وجودي تماما وبعد وقفة طويلة قال لي احدهم تفضلي ماذا تريدين قلت لها اريد احمد مدير الإدارة وصف لي شخص يقف امامه قال لي هذا احمد التفت نحوه وعرفته بنفسي وقلت له صحفية من الجريدة وهنا ظهر احمد الحقيقي وهو من كان يتحدث معي وقال لي انا احمد بعد ان عرف انني صحفية تجاوزت الأمر وتعاملت عادي وقلت لاحمد اريد معلومات واحصائيات وتقارير عن الا مراض المعدية بالسودان قال لي اذهبي وزارة الصحة الاتحادية قلت لها اريد ما يلي ولاية الخرطوم فقط قال لي املك تقارير وسوف املكك لها بعد احضار خطاب من الجريدة لمكتب الاعلام ذهبت وبعد يومين من حديثه عدت وانا احمل الخطاب واعطيته مكتب الاعلام بالوزارة وقالت نجوى مديرة مكتب الاعلام بعد ان استلمت مني الخطاب سوف ارسل الخطاب للمدير العام ليوافق عليه وبعدها يحول لادارة الطب الوقائي وسوف نتصل بك ومر اسبوع بالتمام والكمال ولم تتصل نجوى مديرة الاعلام ذهبت اليها ورسالتها من الخطاب اتصلت فورا بمكتب المدير العام وقالوا لها تم تحويل الخطاب لادارة الطب الوقائي منذ يومين وبعدها اتصلت بأحمد مديرة الادارة وسالته من الخطاب اجاب بانه استلم الخطاب وحدد مواعيد مع نجوى لمقابلتي بعد ان خلصت نجوى التلفون قالت لي قال لك تعاالي بكرة العاشرة صباحا
ذهبت العاشرة صباحا وسألت من أحمد ردت زميلته بأن احمد في اجتماع وقالوا لي اتصلي به تلفون قلت عندي معاه مواعيد ح انتظر لما يعود وانتظرت ساعتين لم ولم يترك لي وصية أو حتى اعتذار وبعد ان يئست تماما من عودته اخذت تلفونه من زميله واتصلت به وانا داخل الوزارة قلت له انا الصحفية وعندي معاك مواعيد بخصوص الامراض المعدية قال لي انا في ورشة والورشة ما انتهت ضعي تلفونك في الاستقبال وسوف اخاطب ادارة الوبائيات لترد عليك قلت له انت وعدتني بان ترد علي قال لي سوف احولك لادارة أخرة.