علي أتبرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
❍ طالما أصبحت الحكومة (زي أم التيمان ترضع الببكي) إسكاتاً للسلاح وتنميةً لـ(المناطق المهمَّشة)، فلم يبقَ أمامنا نحن في (المناطق المهشَّمة) في ولاية نهر النيل ومثيلاتها إلا اللجوء بعد الله تعالى إلى العون الذاتي والمنظمات الوطنية.
❍ مسكينة هي الحكومة التي تحكم شعباً في معظمه غير منتج وهو ينتظرها لتطعمه من جوع وتؤمنه من خوف. ومسكين طفلها التوأم الذي لا يبكي ولا يعضها في ثديها. لكنه يرضى عندما يسكت توأمه عن الصراخ.
❍ عزمنا في ملتقى معلمي منطقة كلي أن نسير قافلة صحية تستهدف تطبيب العيون والأسنان لطلاب المدارس والأهالي وفكرنا في من يقف معنا لتنفيذ هذا العمل الخيري فلم نجد أمامنا إلا الجمعية الطبية الإسلامية السودانية فذهبنا إليهم دون سابق معرفة وطرحنا الأمر على الدكتور نزار محمد إدريس الأمين العام للجمعية وأركان حربه فاستجاب من فوره.
❍ مكثت القافلة ثلاثة أيام بالمنطقة في الفترة 30-28 ديسمبر 2017م وتشكلت من (15) من الكوادر الطبية والإدارية
❍ عظمة العمل الطوعي تتجلى عندما ترى مواطناً بسيطاً بعد أن قابل طبيب عيون مختص بالمجان وجلس إلى فني بصريات بالمجان واستلم أدويته ونظارته مجاناً وخرج وعيناه تذرفان الدمع فرحاً وسروراً لايمكنك أن تتمالك نفسك. فهذا المسكين لا يملك ما يوصله إلى مكان العلاج ناهيك عن تكلفة العلاج.
❍ وعندما يأتي طفل من البادية على ظهر حمار (عري) وهو يئن تحت وطأة ألم الضرس فتتبلج أسارير وجهه بعد حقنه بالبنج الموضعي وسكون الألم فتستشيره الطبيبة هل نقتل الجذور ونعمل لك حشوة أم نخلعه فيلوح بأصبعه ويقول لها: (لا.. لا.. أقلعيهو) ويكرر ذلك عدة مرات فاعلم أنه سهر الليالي ولا يملك ذووه إمكانية السفر والعلاج.
❍ وطفل آخر قطع الأميال من البادية وجاء إلى مستشفى الشهيد أحمد بشير بكلي يطلب العلاج المجاني وتضع الطبيبة أُصبُعها على ضرسه فيضع أُصبُعه على ضرس آخر ويقو لها: (لا يا دكتورة.. التابنو أنا ما التابناهو إنتِ) فتطلب الدكتورة الترجمة فتقول لها المترجمة: (بقول ليك الضرس اللامسو هو ما اللامساهو إنتِ) وتضحك الدكتورة وتواصل عملها في انشراح. عندها يصيبك السرور مرتين.
❍ وطفل بدوي ثالث يشاهد خلطة الحشوة كلما مُزِجت قل حجمها فيقول للدكتورة: (الداهية دي ماكملت تب) فتضحك الدكتورة هذه المرة بلا ترجمان ويضحك الطفل محبوراً ويتم علاجه ويخرج منتشياً.
❍ أما عشرات الحالات التي تقرر لها إجراء عمليات عيون وتم تحويلها إلى (سيما) بالخرطوم لتتحمل الجمعية الطبية الإسلامية عنها تكلفة العلاج بمئات الآلاف فلا تدع لك مجالا إلا أن تهتف باسم الجمعية وتلهج بالدعاء للقائمين على أمرها والداعمين لها.
❍ فشكراً للجمعية الطبية الإسلامية السودانية وشكراً ملتقى معلمي كلي والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين.