“على كل” محمد عبدالقادر : ثم ماذا بعد هذا..الوقت كالسيف!!
هدوء الاحتجاجات الشعبية في الخرطوم وعدد من الولايات لايعني انتهاء الازمة، السؤال الذي يبحث عن اجابة عاجلة الان.. ثم ماذا بعد هذا؟، يحتاج الوضع المحتقن الي معالجات تخاطب جذور المشكلات بعيدا عن التخدير الذي يؤجل حدوث الالم ولا يزيل مسبباته.
علي الحكومة اتخاذ تدابير واجراءات تخاطب اساس الازمات السياسية والاقتصادية ، الدولة مطالبة بفعل شئ ما يحدث تغييرا ايجابيا في حراك الواقع الملبد بالغيوم.
علي صعيد ازمات الخبز والبنزين هنالك انفراج كبير حتي الان غير ان حال صفوف الجازولين يغني عن السؤال ، اذا لم يحدث تغيير يخاطب القصور التنفيذي فستستمر الازمة وتتسع دائرة المواجهات وستدخل البلاد في دائرة الفوضي، تحركوا سريعا فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك.
تطورات الواقع الذي يمضي نحو التعقيد لن ينتظر الحراك البطئ ، خلال اسبوع فقط من عمر الاحتجاجات سقطت ارواح عزيزة نترحم عليها، ارتفعت سقوفات المطالبة وتحركت الكثير من الدوائر الساكنة ووصلت الاحتجاجات قلب الخرطوم.
علي الرغم من اعتراف الحكومة في اعلي قمتها بوجود مبررات واسباب واضحة لخروج الاحتجاجات الا ان المعالجات برايي مازالت بطيئة لا تنناسب مع التهاب وحساسية الاوضاع السياسة والامنية، لن يكفي الوقت برايي لمعالجات مستقبلية اذا لم تقدم الدولة علي اي تدبير او اجراء سريع يوقف حالة الاحتقان التي تهدد بلادنا بالزوال .
السودان يلعب مباراة لكسب نتيجة امنه واستقراره في الزمن المحسوب بدل الضائع الامر الذي يستوجب حراكا سريعا يضع الامور في نصابها ويحافظ علي تماسك وامن البلد، هذه مسؤولية الحكومة والمعارضة وكل القوي الحية في وطن يواجه مصيرا مجهولا حال اصرار الاطراف المتصارعة علي منهج التصعيد.
الحكومة وبحكم مسؤوليتها نحذرها من تسارع وتيرة التطورات في ظل عدم تقديم حلول جذرية، ونذكرها بان الاحتجاجات بدات شعبية وغير مسيسة وكانت اسبابها معلومة ، وهي الرفض الواسع لما الت اليه الاوضاع المعيشية من ضيق احدث استياء واسعا في الشارع بعد ان شمل سلعا حيوية في مقدمتها الوقود والخبز ، كل ذلك مع غلاء الاسعار وازمة الكاش التي استحكمت وضيقت علي الناس كثيرا.
مع وضوح اسباب الاحتجاجات وبطء معالجات الحكومة للازمات لم يتمدد نطاق التظاهرات فحسب وانما اتسعت دائرة المطالب وبدلا عن الشعارات الداعية لتوفير الخبز ارتفعت السقوفات الي الدعوة لتغيير النظام.
مع تباطؤ القرارات السياسية والاجرائية التي تخاطب احتياج الناس بدات المواجهات اخذة في التصعيد ومع احتدام التظاهرات اتسعت دائرة الاحتجاجات وتطورت كما وكيفا حتي وصلت الي شارع القصر.
تبني خيار القبضة الامنية واغفال الحلول السياسية منح الاحزاب فرصة لاعادة ترتيب صفوفها ومكنها من احكام التنسيق لقيادة المظاهرات في الوقت الذي تاخرت فيه الحلول المباشرة لما دفع المواطنون نحو الاحتجاج.
مع استمرار التظاهرات وتطاول امد الحلول دفعت العديد من القنوات الفضائية بكاميراتها الي شوارع الخرطوم وبات العالم قريبا مما يحدث في السودان.
مع اتساع دائرة الاحتجاجات دخلت المنظمات الحقوقية علي الخط وتشابكت خطوط المراصد الدولية لما يحدث في التظاهرات وانتبهت العواصم الي ما يدور في الداخل .
الحكومة مطالبة بحراك.سريع يخاطب اساس الازمة ويقدم حلولا قابلة للاستدامة والتطبيق واعطاء تتائج سريعة تنعكس علي امن واستقرار البلاد، تحركوا سريعا فالوقت لا يكفي… نعم هدات الاوضاع قليلا ولكن يظل السؤال الذي يلح علي الواقع بشدة بحثا عن اجابة، ثم ماذا بعد هذا؟!.
صحيفة اليوم التالي