على كل … محمد عبدالقادر يكتب : اسراء عادل.. اعادة ضبط المصنع
الخرطوم : SNN
طال انتظاري وانا ابحث عن محتوى اسمر على وسائل التواصل الاجتماعي يعنى ب(اعادة ضبط مصنع) القيم السودانية ، وجدت ضالتى فى برنامج باسم ( وهكذا ) تقدمه الاستاذة اسراء عادل عبر قناة على اليوتيوب..
موضوع الحلقة الاولى لامس وترا جريحا لطالما ظل ينزف داخل وجدان كل سوداني صميم، بوصلة (اعادة ضبط المصنع) اتجهت صوب اندثار صفة المروءة فى اوساط السودانيين بفعل تاثيرات وتغيرات مجتمعية عديدة، الحلقة استدعت نماذج شاخصة لاحداث وقعت على مواطنين صاحوا بملء فيهم (يا ابومروة) لكن صيحاتهم ذهبت ادراج الرياح ولم يعد منها الا صدى اسف وخذلان لايشبه هبة السودانيين لنجدة المستغيث..
اعجبني البرنامج لانه يمثل نقطة ضوء فى مساحة سوداء معتمة لا بصيص فيها لامل يعدنا بالخير، فقد سئمنا تفاهة المحتويات المحمولة على سخف الاهتمامات وسذاجة المقاصد، وكلما حملنا مصباحا للبحث عن الفضيلة تهشم زجاجه ونفذ زيته وعتاده وصار بحثنا بلا قيمة، مازلنا نبحث عن (ابرة القيم ) وسط (كومة قش) المحتوى الصائع والمتهافت، لذا فان ( وهكذا) يمثل تصحيحا لمسار المطروح فى وسائل التواصل الاجتماعي، ويجسد حالة وعي وانتباه لتدشين ثورة برامجية موارة بالوعي والمعارف، ويقيني انه سيحجز مكانة متقدمة فى وجدان السودانيين التواقين دوما الي القيم والمكارم والباحثين عن السماحة والشهامة والمعروف.
فكرة البرنامج جديدة ومطلوبة، وتلقائية السرد الموجع الباحث عن اجابات تسفي غليل الاسئلة حاضرة، وتكنيك الطرح الموجز واختصاره لافكار عميقة وموضوعات يطول شرحها فى كبسولات مركزة يظل ملمحا مبشرا وواعد بنمط برامجي يختصر الوقت ويوجز الفكرة ويمنحك الجديد المفيد فى خمس دقائق مثلما فعلت اسراء عادل..
ثقتي غير محدودة فى ان الراي العام السوداني امام دفق من نور المعارف ينسرب شفيفا الى الروح ، وربما يكون موجعا، ولكنه مصمم للعلاج الذى اخره ( كى ) تمارسه اسراء عادل وهي تميط اللثام عن حقاىق موجعة وتغرس مبضعها فى عمق الجرح لتنظفه جيدا قبل ان تضع عليه ملح الحقيقة.
اتمنى ان يكون وهكذا) بداية الانصراف الى المحتويات الهادفة فى وسائل التواصل الاجتماعي اذ انها بحاجة الى ثورة وعي كبيرة، وتقديري للجهات التى انصرفت لرعاية هذا البرنامج الناجح ولمن اشرف عليه حتى راي النور، فعدنا معه مبصرين.. وشكرا اسراء عادل..