علي أتبرا (تشاؤل) المفاوضات

علي أتبرا

♢ في الكلمة المنجورة (تشاؤل) التي في العنوان والتي أمتلك شهادة بحثها لاني ناجرها، إذا أبدلت حرف الـ(ف) بحرف الـ(ش) ستصبح كلمة تشاؤل (تفاؤل) وإذا أبدلت حرف الـ(م) بحرف الـ(ل) أصبحت كلمة تشاؤل (تشاؤم) إذن فكلمة تشاؤل هي خليط بين كلمتي (تشاؤم و تفاؤل). وهو بالضبط حالنا والوفد الحكومي ووفود الحركات يلتقون هذه الأيام في أديس أبابا (شاطر ومشطور وبينهما ثامبو أمبيكي)

♢ قليل من الذين ذاقوا حلاوة التمرد وحساباته البحبوحة، وأمواله الممنوحة، ومطالبه المفتوحة، قليل منهم من عاد إلى حضن الوطن بأجندة وطنية خالصة وبقي وفياً للسلام والإعمار.

♢ فجوزيف لاقو الذي يظن الكثيرون أن شأنه كان أقل من شأن قرنق قد اعترف بنفسه أنه قد هنأ الإسرائيليين بانتصارهم على العرب في حرب 1967م وأنه تلقى دعم إسرائيل لقيادته التمرد. وبعد أن وقع اتفاقية أديس أبابا مع حكومة نميري في 3مارس 1972م وأصبح نائباً لرئيس الجمهورية ظل يفكر ويعمل لفصل الجنوب.

♢ ودكتور رياك مشار ودكتور لام أكول وكاربينو كُوَانْجْنِيْن الذين وقعوا اتفاقية الخرطوم للسلام مع حكومة الإنقاذ في 21 أبريل 1997م وكانوا منشقين عن قرنق عادوا جميعاً إلى التمرد مرة أخرى.

♢ وقرنق بعد اتفاقية نيفاشا الموقعة في عام 2005م جاء إلى القصر نائباً أول لرئيس الجمهورية لكنه مارس المعارضة والتمرد من داخل القصر خلال (21) يوماً قضاها حاكماً كان قد قاتل من أجلها (21) سنة!!

♢ ومني أركو مناوي الذي صالح الإنقاذ ووقع وشارك في الحكم هو الآخر آثر العودة إلى التمرد مرة أخرى.

♢ ولكن يمكن استثناء الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية السابق وبحر إدريس أبو قردة وزير الصحة الحالي ورجال ونساء حركات الشرق كنماذج للذين عادوا من التمرد إلى حضن الوطن بأجندة وطنية خالصة.

♢ أنا سأظل (متشائلاً) بمفاوضات طرفها عبد العزيز آدم الحلو الذي قال في حوار قديم أجراه معه الزميل الصحفي الكبير والإعلامي المخضرم أحمد البلال الطيب: إن سبب تمرده هو الفارق الكبير الذي وجده بين الحياة في مدرسة المجلد الثانوية وجامعة الخرطوم عندما انتقل إليها!! وكأن جامعة الخرطوم كانت حكراً على رقعة جغرافية معينة من السودان!!

♢ وسأظل (متشائلاً) طالما مني أركو مناوي ذهب إلى هناك وهو الذي فشل قبل ذلك في توطين السلام داخل نفسه وممارستة مع الآخر. وأزيد (تشاؤلاً) عندما يكون هناك جبريل إبراهيم الذي يجتر مرارات ما كان ينبغي لرجل الدولة أن يرهن إرادته السياسية لها!

♢ لهذا دعوني أكون أول (المتشائلين).

صحيفة آخر لحظة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...