علي أتبرا يكتب بالقلم السيال أمريكا لم تفصح!

* تناولنا باﻷمس رفع أمريكا إسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب الذي جعلت له أجلين أدنى وأقصى؛ فالأدني هو ستة أشهر والأقصى هو أربع سنوات! ولم تفصح عن أجلين آخرين سيفصح (العبد لله) عنهما نيابة عنها!

* فالأجل الثالث هو انتظار ما ستسفر عنه انتخابات 2020 التي ستدخلها أمريكا بمالها وعملائها وستسعى للإتيان برئيس لجمهورية السودان موالي لها حد الطاعة الرعناء كما في بعض دول الجوار.

* والأجل الرابع يقوم على عدم تحقق مطلب أمريكا في انتخابات 2020 فيكون الأجل هو التمديد سنتين بعد الأربع وانتظار ما سوف تسفر عنه انتخابات 2025. بإفصاح كامل عن رغبة أمريكا في رئيس للسودان بمواصفات محددة. وأرجو أن لا يفهم من ذلك أن قضية أمريكا هي مع الرئيس وحسب؛ كلا. وسيتضح ذلك في السطور أدناه.

* رغم أن كثيرا من الناس يعولون على رفع إسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب في انسياب المعاملات البنكية بين البنوك السودانية وبنوك العالم إلا أني لست متفائلا بذلك فالقضية هي موقف استراتيجي من شعب جبل على الحرية وظل يدعم رؤساء يختلفون عن معظم رؤساء العالم الثالث.

* فشعب دعم الرئيس اﻷزهري الذي قال ذات حمية دينية إن البرلمان إذا لم يطرد نواب الحزب الشيوعي فسيقود هو المظاهرات بنفسه وهو رئيس للبلاد! لهو شعب غريب عن (منظومة البعد عن الله) التي تسود العالم.

* وإن شعبا ظل منذ عام 1964م يتأسف على (تضييعه) للرئيس عبود الذي تآمرت عليه الكنائس بسبب اختﻻف سياسة الطرفين في الجنوب. وكان اليسار أداة للكنائس وانساق اﻹسلاميون وراء شعارات التخلص من قبضة العسكر، لهو شعب فيه غيرة دينيه ينبغي أن تزول.

* وإن شعبا خرج بالملايين تأييدا للرئيس نميري يوم أراق الخمر في النيل وأغلق بيوت الدعارة لهو شعب يحق للنظام العالمي (الجديد) أن يقول عنه: أخرجوهم من منظومتكم إنهم أناس يتطهرون!

* وإن شعبا ما جازت عليه فرية الربيع العربي التي جازت على كل الشعوب العربية التي تم تجريبها فيها، وصبر وصابر تحت الحصار حوالي ربع قرن من الزمان لهو شعب لا زالت فيه جذوة المبادئ التي ينبغي أن تخمد.

* ورغم ذلك فإن الأخ الحبيب والصديق العزيز وزير الخارجية د. الدرديري محمد أحمد يقوم بعمل وطني جليل في جولة المفاوضات الثانية مع الغول اﻷمريكي الجائر. ليثبت للعالم أن السودان أحرص على علاقات متوازنة وعادلة لخير اﻹنسانية جمعاء حتى وإن كان الطرف اﻵخر لا يهدأ له بال إلا بإخضاع كل الشعوب تحت سطوته وظلمه.

الصيحة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...