علي أتبرا يكتب بالقلم السيال : إعلام الدورة المدرسية.. إنتباه

* حظيت الدورة المدرسية هذا العام بتغطية إعلامية -في تقديري- شاملة فقد عمت كل الوسائط. ونقل الإعﻻم كل المناشط.

* الترحيب بالسيد رئيس الجمهورية الذي سبق مقدمه إلى نيالا كان عالي الصوت بارز الحرف نقي الصورة. وقد صحبه إعلان المشروعات التي ستفتتح بعد ثلاثة أيام من اﻵن وهي: ستاد نيالا – مسرح البحير – مسرح السحيني المفتوح – فضائية جنوب دارفور – قصر الضيافة الجديد – حوض السباحة مدينة البشير الرياضية – الطرق الداخلية – طريق نيالا كاس – طريق نيالا قريضة برام – طريق الزائر – محطة كهرباء نيالا. لكن يلاحظ أن هذه المشروعات كلها خدمية، بعضها يخدم الثقافة، لكن أين خدمة التعليم؟!

* بالطبع لا نطالب بأن يكون ضمن مشروعات الدورة المدرسية، مشروعات انتاجية مثلا كإفتتاح مزارع أو مصانع؛ ولكن تلاميذا رحلا يتبع ترحالهم المعلم بسبورة يحملها على بعير وينزل حيث نزلوا ويسند سبورته إلى جذع شجرة. فيتم تصويرها وهي مركوزة على جذع الشجرة والتلاميذ حولها لحشد الرأي العام سلبا باعتبار أن كل أو جل المدارس بهذا الوضع كان يحتاج إعلاما مواليا يصور تحميل البعير بالسبورة ثم إناخته تبعا لمضارب القوم الرحل. وإثبات أن خدمة التعليم تتبعهم حيثما حلوا ورحلوا. وهذا ليس معناه أنه لا توجد مدارس في العراء أو شبه العراء. هي موجودة في كثير من اﻷنحاء. ولكن وددت أن أقول إن اﻹعلام المعارض كان (أشطر) ووظف حتى اﻹنجازات في دعايته ضد الحكومة.

* ليس هذا وحسب ولكني لم أجد أثرا لأبسط المعلومات عن النهضة التعليمية التي عمت دارفور بشكل عام وجنوب دارفور على وجه الخصوص رغم الحرب ورغم تباعد المسافات ورغم الثقافة التي تعتبر الطفل عضوا منتجا في اﻷسرة.

* فماذا كان يضير الإعلام الحكومي لو أتى بعدد المدارس في دارفور عامة وفي جنوب دارفور خاصة، قبل ثلاثين عاما واﻵن. وعدد الجامعات وعدد الطلاب منسوبا إلى عدد السكان؟

* ستوافقوني وربما وضع العقلاء ممن تبقى من حملة السلاح سلاحهم إذا أعدت عليكم معلومة نشرتها من قبل وهي أن المدارس الثانوية في دارفور عموما كانت أربع مدارس قبل ثلاثين عاما وهي اﻵن ثلاثمائة وإحدى وعشرين مدرسة ثانوبة! وأنه لم تكن هناك جامعة واحدة وﻻ كلية جامعية في دارفور في حالة السلم، بينما تحت دوي المدافع تم إنشاء خمس جامعات بالتمام والكمال في دارفور.

* أفلا يستحق اﻹعلام الحكومي التنبيه؟

الصيحة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...