علي أتبرا يكتب بالقلم السيال عياط
* (عاط) لغة فصيحة. والعياط هو الجَلَبة أو صوت الصياح عند البكاء. ولها معان أخرى قدمتها المعاجم على هذا المعنى ولكن ما يهمنا هنا هو أن كلمة عاط التي يحسبها الكثيرون دارجة هي فصيحة وذات معان متعددة.
* عضوان في اللجنتين المركزيتين للحزب الشيوعي في كل من جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان ظلا يعيطان تحت نظامين احدهما إسلامي والآخر يساري. ويوم الثلاثاء الماضي عاط كل منهما من موقعه.. هل هي المصادفة أم العياط (الأحمر) كان مرتبا مسبقا؟!
* فصديق يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني من كثر تصريحاته كنت احسبه قد أطاح بالخطيب ونصب نفسه سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي أو على اﻷقل تمت تسميته ناطقا باسم الحزب.
* ذكر يوسف لـ(سودان تايمز) أن حزبه يعتقد أن خارطة الطريق التي وضعها الوسيط الأفريقي تابو أمبيكي لن تحل مشاكل السودان. وقال (لا يمكن حل مشاكل السودان بدون إسقاط نظام الإنقاذ). طيب ياعمك يوسف انتو (30) سنة قاعدين تسقطوا في شنو؟! جزم لو كنتو بتسقطو في موية كانت تلجت وبقت حجر!
* وذكر يوسف أن قوى الإجماع الوطني ونداء السودان لم يجتمعا منذ فترة طويلة! تعرف ليه ما اجتمعوا يا عمك؟! لأنهم عارفين إذا اتلاقوا بتماعطوا ويتزاعطوا ويتعايطوا.. وﻷنهم يعلمون أنهم ليسوا البديل المناسب وهم عاجزون حتى عن عقد اجتماع!
* وعلى صعيد آخر فعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في جنوب السودان إسماعيل سليمان وفي ندوة نظمتها صحيفة “الوطن” التي تصدر بالعربية في جوبا، طالب حكومة بلاده باحترام الحريات وتهيئة المناخ السياسي وإطلاق حرية التعبير. وذكر أن قانون الأحزاب مقيد للحريات.
* سبحان الله؛ حزب صديق يوسف الشيوعي تحت ظل نظام إسلامي يعقد مؤتمره في قاعة الصداقة في قلب الخرطوم جهارا نهارا بينما حزب إسماعيل سليمان الشيوعي تحت ظل حكومة سلفا اليسارية (مشتهي الهبوب)!
* الحزب الشيوعي يجيد البكاء والشكوى ولا يحسن في السياسة إلا ردود اﻷفعال وتبخيس الأعمال إذا أنجزها غيره. ويجيد التدمير ولا يحسن التعمير. فخلال الثلاثين عاما هذه -على الأقل- لم يقدم نموذجا لعمل إيجابي ملموس على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي ليقنع به المواطن.
* لقد كانت الفرصة مواتية للحزب الشيوعي السوداني ليقدم عملا وطنيا عظيما يكسبه ثقة المواطن؛ لو أنه قاد وساطة بين رفاقه في الحركة الشعبية وبين حكومة السودان. لكن الغرض مرض. فقد ذهب الشيوعي داعما للحرب أينما اشتعلت! ويظن أن الخطب الرنانة والشعارات الطنانة لا زالت تجدي وتحشد البسطاء حتى كانت النتيجة (حضرنا ولم نجدكم).
الصيحة