علي أتبرا يكتب بالقلم السيال منطق اﻷحداث (1/2)
* أن تقول إن الحدث منطقي ﻻ يعني ذلك أنه صحيح أو أنك تؤيده. لكن ذلك يعنى أن المخرجات ال(Output) تأتي وفقا للمدخلات ال(Input) وعليه فﻻ أحد يستطيع أن يعترض العمليات (Processing) مابين المدخﻻت والمخرجات إلا بردة فعل تعتبر في تسلسل تلك (المدخﻻت والعمليات والنتائج) غير منطقية!
* ظللنا نكتب حول تخلف المناهج التربوية عن متطلبات غرس اﻷخﻻق وتقصيرها في التنشئة الوطنية وإعﻻء قيمة العمل. كما ظللنا نكتب عن ماضوية الخطاب الديني وبكائيته وتخلفه عن واقع الناس وعدم مواكبته للعصر منذ أمد بعيد. كما ظللنا نكتب عن العولمة التي دخلت على أوﻻدنا في غرف نومهم.
* وتحدثنا عن أنه ﻻ مخرج لنا من هذا الوحل التربوي إﻻ بالقدوة الحسنة في التنشئة. فالنبي ﷺ لم يكن لديه بترول وﻻ ذهب وﻻ سمسم وﻻ صمغ عربي ولم تكن لديه من الخزائن (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) وبعث فردا فذا في (واد غير ذي زرع) لكنه كان قدوة إذا حوصر أصحابه في شعب أبي طالب (وهم جماعة لم تبلغ الدولة) فجاعوا جاع معهم. غير أنهم عندما حوصروا في (دولة) المدينة فجاعوا وربط كل منهم على بطنه ربطة ربط هو على بطنه ربطتين! لذا بقي النبي ﷺ حيا في مليارات القلوب وذهبت مليارات قارون ولم يبق إﻻ سوء سيرته!
* حدث أبو هُريرةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّه ﷺ ذاتَ يَوْمٍ -أَوْ لَيْلَةٍ- فَإِذا هُوَ بِأَبي بَكْرٍ وعُمَرَ رضي اللَّه عنهما، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُما هذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالا: الجُوعُ يَا رَسولَ اللَّه، قالَ:وَأَنا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَخْرَجَني الَّذِي أَخْرَجَكُما…) إلى آخر الحديث برواية مسلم.
* ولذا فهم قد اقتدوا به ﷺ في كل شيء حتي في كيفية قضاء حاجتهم في الخﻻء، إلى قتال العدو وحسن البﻻء. فما بال الحكومة تحدثنا عن الفساد وتسلط عليه أضواء اﻹعلام وﻻ تسلط عليه سيف القضاء الناجز والشباب أكثرهم عاجزون ماليا عن الزواج وعن توفير السكن للزوجة… واﻷسر أكثرها عاجزة عن العﻻج وعن تعليم اﻷبناء… ووصل الحال إلى العجز عن توفير لقمة العيش الكريم…
* أكثر الشباب الذين مارسوا الفوضى والتخريب هم خريجو تلك المناهج التعليمية المفتقرة للقيم الفعلية والمثال الحي. وهم كذلك خريجو تلك المدرسة العامة المفتقرة للقدوة الحسنة وهم بجانب ذلك خريجو تلك الغرفة المغلقة التي يشاهدون فيها عالما يعيش حياة افتراضية بذخية فيحسون أنهم في سجن يستحق أن يكسر كيفما اتفق!! ومن أسف أن ذلك السجن عندهم هو الوطن!
* غدا نواصل إن بقينا.
الصيحة