علي أتبرا يكتب بالقلم السيال

يدنا عليا وإن غمطوا الحق

* جاء في العناوين الرئيسة لصحيفتي الجزيرة السعودية والشرق الأوسط في عدديهما ليوم أمس ما يلي على التوالي: (باخرة مساعدات إنسانية سعودية تصل إلى السودان) و (السودان يستقبل باخرة مساعدات إنسانية سعودية)

* ولما قرأت متن الخبر وجدت أن المواد المعلن عنها هي عبارة عن (450) طن. أي والله 450 طن!! ورغم أنهم قالوا هي بداية جسر
ولكنا عندما كنا نقدم مثل هذا العطاء لأرض (نجد والحجاز) سنويا ماكنا نصحبه بزخم إعلامي ويشهد على ذلك تاريخ (جبل سودان) الذي كانت توزع عليه الهبات السودانية من الحبوب لكل من انتدبه قومه من نجد أو الحجاز ليحمل إليهم من خيرات السودان ما لذ طعمه وطابت به نفس مهديه.

* ضجت الأسافير بسخط سوداني كبير يستنكر مرمطة اسم السودان بهذه العطية الزهيدة. وقال أحدهم 450 طن هي عبارة عن حمولة حوالي (50) لوري (هينو) وهي عبارة عن قافلة داخلية يسيرها الدفاع الشعبي أو المنظمات الوطنية أو ديوان الزكاة لمحلية من محليات السودان البالغة (133) محلية.

* وعلق آخر قائلا: قلت لوري (هينو)؟! والله أرض خصبة ويجري فيها النيل بأفرعه إذا جاعت فلا تستحق إلا (هينو).

* آخرون انصرفوا للمقارنة بين قمة الملوك الأربعة (الملك سلمان وأمير الكويت ونائب رئيس الإمارات وملك الأردن) لمعالجة الأزمة الاقتصادية في الأردن والمليارات التي نتجت عن القمة (الملوكية) قلت: هي ملياراتهم يعطونها من شاءوا (سيسي، ترمب، عبدالله) إن شاء الله يرموها في البحر (الميت) ونحن لدينا نهر (حي) وأرض لو غرس فيها حجر لنبت واخضر وأزهر وأثمر. فتعالوا نزرع فنكتفي ونصدر. فأزمة العالم أزمة مياه وطاقة وغذاء وعندنا المياه وبعض الطاقة. ولكن أزمتنا أزمة إرادة فلنحرر إرادتنا ونصنع الغذاء.

* وبينما قالت صحيفة الرياض السعودية في خطها الرئيس: (قيادات الحوثي تتهاوى في جبهات الساحل الغربي) لا أحد يستطيع أن يطلب منها أن تحدد (اليد العليا) العاملة بجانب الشعب اليمني والشرعية اليمنية وقوات التحالف في الساحل الغربي. لأن هذا شان قيمي والتزام أخلاقي لا يقيم حتى بألف باخرة تحمل كل منها (450) طن ذهب.

* الفرق بيننا وبين الأمم المتقدمة في هذا العصر أن الأمم المتقدمة تتعامل في داخل حدودها الجغرافية ومع الأمم التي في مصافها بالقيم والأخلاق ومع سواها بالظلم والنفاق. وأما نحن فنتعامل مع الخارج بالقيم والأخلاق ومع الداخل بالظلم والنفاق. وهنالك نوع ثالث من الأمم يجمع بين داخلنا وخارج الأمم المتقدمة.

* ليس سيئا ان نتعامل بالقيم والأخلاق مع الآخر ولكن نحن أحق بإعمال القيم والأخلاق فيما بيننا. وأحق بالانكفاء على طاقاتنا لتفجيرها و مواردنا لاستثمارها. حتى لا يمتن علينا أحد.

صحيفة الصيحة

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...