علي أتبرا يكتب بالقلم السيال
بين يدي المؤتمر التاسع
* ظلت الحركة اﻹسلامية السودانية هي محور الأحداث في السودان منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي. كما ظلت هي المحطة الأولى التي يقف عندها الاهتمام العالمي عندما يتوجه نحو السودان وذلك لفاعليتها وقوة تأثيرها.
* فمنذ مؤتمرها الأول الذي انعقد عام 1954م حرصت الحركة اﻹسلامية على عقد مؤتمرها العام ما لم يحل بينها وبينه حائل. وقد بدأ بناء المؤتمر العام التاسع من مؤتمرات وحدات الأساس في الأحياء والقرى والفرقان ثم مؤتمرات القطاعات الجغرافية ثم مؤتمرات المحليات ومؤتمرات القطاعات الفئوية وهي: مؤتمر الشباب ومؤتمر الطلاب ومؤتمر المرأة ومؤتمر المهنيين. رغم أن للمرأة في الحركة اﻹسلامية مؤتمرا خاصا بها فهي تنافس جنبا إلى جنب مع الرجل في الجغرافي والشبابي والطلابي والمهني.
* ثم من بعد ذلك انعقدت مؤتمرات الولايات التي كان آخرها مؤتمر ولاية الخرطوم الذي انعقد يومي الجمعة والسبت 2-3 نوفمبر الجاري وسبقته مناشط فكرية وثقافية واجتماعية ورياضية وتوثيقية هائلة مما جعل الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ الزبير أحمد الحسن يصف مؤتمر ولاية الخرطوم بأنه (مؤتمر عام إلا ربع)
* نعود إلى المؤتمر العام. فقد انشغل الرأي العام بمسألة من يأتي أمينا للحركة اﻹسلامية أكثر من شغله بانفتاح الحركة اﻹسلامية بخطابها وبرامجها على أهل السودان كافة، وجعل خصوصية لأهل القبلة في كيانها الخاص. والمزيد من الإقبال على أهل الملة وأهل السودان كافة وأحزاب العالم من خلال تنظيمها السياسي العام (المؤتمر الوطني).
* فالحركة اﻹسلامية التي فقدت الآلاف من كوادرها المميزة في حرب الجنوب وخرجت عنها من بعد ذلك كيانات وأحزاب عدة لا؛ فأمين بناني بحزبه (العدالة) والشيخ الراحل الترابي بمؤتمره الشعبي والطيب مصطفى بمنبر سلامه وغازي صلاح الدين بإصلاحه ومع ذلك تعقد مؤتمراتها على مستوى الأحياء والقرى والفرقان! فماذا لو فعلت شيئين في دورتها المقبلة؟!
* الأول هو توحيد اﻹسلاميين تحت أي إطار سواء كان كيانا إئتلافيا أو تنسيقيا أو تنظيما سياسيا، طالما عصمها الوعي من سيل الدماء بينها بعد الخلاف كما حدث لأحزاب اليسار في العديد من البلدان بما فيها السودان على عهد (مايو الأحمر) وجنوب السودان (بعد الانفصال).
* واﻷمر الثاني هو أن تسخر هياكلها في الأحياء والقطاعات لإقامة التجمعات الانتاجية والجمعيات الاستهلاكية وتحريض الناس على استقصاء سقف التمويل الأصغر من الجهاز المصرفي ومؤسسات التمويل لتخفيف أعباء المعيشة التي أنهكت الناس وجعلتهم مشغولين بقوت يومهم عن كل هم جامع وهدف سامي.
* فليس مهما (من) يأتي أمينا للحركة اﻹسلامية بقدر ما هو مهم (كيف) يأخذ الأمر من تأتي به الشورى أمينا.
الصيحة