قصر تااااانى سهير عبدالرحيم
Kalfelasoar76@hotmail.com
بتكلفة تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات فرغت الحكومة خلال الأيام الماضية من وضع اللمسات الأخيرة لأفتتاح قصر رئاسي جديد ، القصر وحسب صحيفة (آخر لحظة) ، سيخصص لاستضافة الرؤساء الزائرين للبلاد .
القصر الفخيم يقع داخل بيت الضيافة من الجهة الشمالية وقد وقف على تشييده وزير شؤون الرئاسة د. فضل عبد الله فضل .
بمعنى أن نفس الحكومة التي سبق وأن صرفت مئات الملايين من الدولارات على إنشاء الفلل الرئاسية لذات السبب (استقبال الرؤساء والملوك الزائرين للبلاد ) ثم بيعت تلك الفلل بليل بهيم في تفاصيل صفقة مازالت معتمة ، ونفس الحكومة التى صرفت ملايين الدولارات في صيانة القصر الجمهورى القديم ، ثم عادت مرة اخرى لتنشئ قصراً رئاسياً ثانٍ بتكلفة تجاوزت كل الأرقام الفلكية ، ذلك رغم سقوط القصر الجديد في أول اختبار في الخريف بظهور خلل هندسي في مواصفات التصريف .
نفس هذه الحكومة عادت لتشييد قصر ثالث ، لا يهم فشلها في حل أزمة الوقود والخبز والسيولة ، ولا يهم الضائقة المعيشية التى يعيشها المواطنون ولا يهم الأزمات والنكبات والانهيار الاقتصادى والفساد الذي استشرى في كل مفاصل الدولة .
مايهم أن الرؤساء وحين يزورون السودان يجدون قصراً فخيماً لإقامتهم ، (نقشر ليهم يعنى نظام بوبار وكده) ! .
البوبار والفشخرة الفارغة للرؤساء ينبغى ألا تقتصر على مكان إقامتهم ، فهؤلاء الرؤساء وعوضاً على أن بلادهم لا تعيش الأزمات التى نعيشها فإن وجود قصر بتكلفة ٥٠مليون دولار في بلدانهم يتناغم و وضع تلك البلاد ومستوى الرفاهية لدى تلك الشعوب .
ذلك ليس ابتداءًمن المطارات الدولية الفخمة والتى تستقبل مدرجاتها طائرة على رأس كل خمس ثواني ، والطرق المعبدة والجسور المعلقة ، و ليس انتهاء بمستوى دخل الفرد … وغيرها من مظاهر الرفاء .
ولكن من يزور السودان لن يرى سوى المعاناة لاعلاقة ولا وجه شبه بين ذلك القصر وحياة المواطنين ، هذا شعب تخنقه الأزمات يمضى نصف يومه في الصفوف والنصف الآخر في الاستعداد لصفوف يوم غدٍ.
ان تشييد قصر جديد وفي هذا التوقيت السيء يرسل إشارات سالبة متعددة ، ليس أبرزها أن (الحكومة ماشغالة بينا الشغلة) وليس انتهاءً ب (كل زول ياكل ناره).
*خارج السور:*
المشكلة ليست فقط في تشييد قصر ضخم بتكلفة عالية المشكلة مْن من الرؤساء يسعى لزيارتنا.
*نقلاً عن الأنتباهة*