نتيجة المباراة بقلم : محمد لطيف
صحيح ان الحكومة قد حققت بعض أهدافها فى الجزيرة .. ولكنها لم تسجل نصرا حاسما .. خروج الرئيس فى زيارات مفتوحة عكس قدرا من الثقة لا يمكن التقليل من شأنها .. الاحتشادات التى استقبلته هنا وهناك قالت ان الحكومة ما تزال قادرة علي الفعل .. وان تجادل الناس حول الطريقة التى تحققت بها تلك الحشود .. الحفاظ على الشكل التقليدى الذى تتم به لقاءات الرئيس الجماهيرية .. عكس قدرا كبيرا من تماسك المشهد الحكومى .. اصرار الرئيس على ازالة المساحات الفاصلة بينه وبين الجمهور .. يحسب له اولا ولصالح المشهد العام ولا شك .. هذا لا يعنى بالطبع ان كل شيء فى الجزيرة كان على ما يرام .. كلا .. اضطراب التنظيم كان بائنا .. كان الكل يتوقع ان ينفتح المشهد اول ما ينفتح .. على حشد جماهيرى فى انتظار الرئيس .. الشىء الذى لم يحدث .. حتى النقل الحى .. على غير العادة فى لقاءات الرئيس .. شابه الاضطراب .. بل و حتى المتابعة على السوشيال ميديا بدت خجولة وبدأت متعثرة .. لينقل كل ذلك رسائل مربكة للمتلقين ..!
اما فى الخرطوم .. فالمسيرة التى فشلت فى تحقيق هدفها الاساسي .. وهى الوصول الى القصر وتسليم مذكرة التنحي .. وسبب الفشل يعود لأمرين أساسيين توقعناهما وحذرنا من غيابهما سلفا .. الاول غياب القيادة الموجهة والفاعلة من رموز المعارضة .. ثم التباين الواضح فى مواقف المعارضين .. والثاني غياب الخطة البديلة .. فمن ذهب الى هناك وفى ظنه ان يجد ميدان ابوجنزير مفروشا بالورود فمخطىء ولا شك .. كانت النتيجة ان المسيرة قد تحولت الى مجموعة مسيرات مختلفة .. غاب عنها الهدف .. وان بقيت متمسكة بالشعارات .. شاركت فيها مجموعات متنوعة .. ربما تجاوز اكبرها حجما الخمسمائة شخص .. وهو عدد ليس بالسهل فى ظل الترتيبات الأمنية التى شهدها محيط ميدان ابو جنزير .. اصرار البعض على تسمية تلك المنطقة ميدانا يعكس فى الواقع غياب الرؤية الكلية و عجز البعض عن الانعتاق من قيود التاريخ .. ولكن لا بد من الاعتراف بان تلك المجموعات التى انتشرت فى شوارع الخرطوم قد حققت مكاسب لا يستهان بها .. يكفى انها جاءت وسارت وعبرت عن رأيها وبالصوت العالى .. يكفى انها بقيت فى الشارع لعدة ساعات .. رغم كل الاحتمالات التى كانت حاضرة هناك .. وأخيرا يبدو انها خلت من المندسين والشياطين المخربين ..!
اذا كان الذين تصوروا ان تفشل زيارة الرئيس للجزيرة حتى فى تنظيم لقاء جماهيرى هناك قد اصابهم الاحباط جراء ما عكسته الوقائع .. فالذين تصوروا ان قرين الراحل نقد ينتظر فى ميدان ابو جنزير ليكتب مرة اخرى .. حضرت ولَم أجدكم .. قد احبطوا مرتين .. مرة لان الناس قد حضروا بالفعل .. ومرة اخرى لان الحكومة ما تزال مصرة على التعامل مع مظهر الأزمة لا جوهرها ..!
هل اقتربتم من معرفة الإجابة يا من تلحون منذ الامس على معرفة نتيجة المباراة ..؟!