نيالا (28) … بين هذا وذاك

*مما لاشك فيه ان فكرة الدورة المدرسية تعتبر فكرة رصينة وذات آثر كبير في تشكيل الوجدان السوداني من خلال تفريخ المواهب والمبدعين في مختلف المجالات الرياضية والثقافية والفكرية والغنائية والشعرية، وبين ايدينا مئات من النماذج الوطنية التي كانت من ثمرات الدورات المدرسية، كما تظل الفكرة هي من ركائز ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية وتلاقي الوجدان والذوق السوداني علي مشتركات وقيم لثقافات وتنوع قلما يندر تواجده في المحيط القريب او البعيد، وهذا يشكل هوية سودانية متفردة وباذخة في الثراء المعرفي والثقافي والارث الحضاري.*

*اعتقد وبكل شفافية ان السنوات الاخيرة شهدت انحرافات واضحة في البناء الرئيسة لفكرة الدورة المدرسية، حيث يُلاحظ حالات الاستقطابات السياسية الحادة، ومحاولات استغلال الفن والادآب لتحقيق مكاسب لفكرة ايدلوجية او مسار لجماعة دون الاخري، وهذا يشويه الهيكل البينوي للمقاصد الرئيسة.*

*كما ان المضي عمداً في منح فئة من الطلاب ذات توجهات محددة فرص اوسع واكبر يعتبر خصماً علي المشهد الابداعي العام في السودان، بل هو حالة معيبة تؤثر سلباً علي مزاج ووجدان الشخصية السودانية مما يقلل فرص الاقبال علي الاجماع الوطني ويُنقص من حرارة الاحساس بالوطن ويباعد مسافات التقارب بين المكونات السودانية.*

*إدارة النشاط الطلابي يجب ان يكون وفقاً لمعايير واشتراطات تتوفر علي القائمين علي الامر، من خلال الحرص علي إذكاء قيم الولاء الوطني وصناعة واقع يجعل الطالب يدرك بان الوطن اعلي من اي فكرة اخري، وان الفنون والادآب والابداع اكبر من تؤطر في اقفاص افكار محددة، ولابد من اعادة تدريب وتأهيل المشرفين والاداريين علي التعامل بان الوطن حالة إستثنائية لاتقبل القسمة علي اثنين.*

*من خلال متابعاتي اكاد اجزم بان الدورة المردسية خلال السنوات الاخيرة تعتبر فرصة ذهيبة لاي ولاية لاعادة ترتيب البيت الداخلي واستنفار الجهود في مايتعلق بمشروعات التنمية والخدمات وإجتذاب عواطف الجماهير والسعي لفرض الضرائب والاتوات عليهم بحجة ان الولاية تستقبل حدثاً مذهلاً وكبيراً وحشداً كأنما لم يحشده السابقين والاخرين.*

*وكلنا يري ويمتلك عشرات القصص والروايات والنماذج لخطط ومشروعات الولاة وكيفية التعامل مع ملف الدورة المدرسية بفهم ” مائدة إنزلت من السماء”، علماً بان والي الولاية من أوجب واجباته النهوض بامر كافة القطاعات دون إستغلال فرصة حدث بعينها لإطلاق يد المشروعات التنموية والخدمية، مما يؤكد عجر العقلية علي المبادرة والبراعة في التعامل مع مواطن الولاية لاجل مصلحته وصالح اقتصاد الولاية والاستفادة من مواردها.*

*علي الدولة والجهات المختصة كافة التعامل مع ملف الدورة المدرسية بكل تجرد ونكران ذات والشفافية في اعلان الاموال المتحصلة وأوجه الصرف وحقيقة المشروعات التي قامت لاجل إنجاح الحدث وليس لاجل المواطن الذي يتنظر خدمة ماء في منطقة ما في الولاية لسنوات دون استجابة من الوالي او المعتمد ناهيك عن مسؤل الوحدة الادارية.*

*علينا جميعاً النظر الي المكاسب والخسائر واعادة تقييم الفكرة الرئيسة لاطلاق الدورة المدرسية، كما علينا النظر في عدد المواهب ومدي توفير الاجواء المناسبة لهم ليكون سفراء لبلادنا في كافة المحافل الاقليمية والدولية …*

*ودمتم عزيزاً ياوطني..*

خالد الفكي … الشروق نت

اقرأ أيضًا
تعليقات
Loading...