أدار الدكتور عبد اللطيف البوني ندوة تلفزيونية اقتصادية بعنوان (قراءة في الراهن الاقتصادي .. الزراعة والثروة الحيوانية نموذجاً ) عبر برنامجه (سبت اخضر) ضمن برمجة قناة النيل الازرق الخاصة باليوم المفتوح للزراعة والثروة الحيوانية الذي نظمته تحت شعار ( الزراعة والثروة الحيوانية .. دعوة للانتاج وزيادة الانتاجية) وتم خلالها اثارة عدد من المواضيع المهمة التي اثارت الجدل والنقاش وحفلت الندوة بالكثير من الاراء وأكد وزير الثروة الحيوانية بشارة جمعة أرور أن السودان يمتلك ثروات مهولة مشيرا لوفرة المياه والمساحات الواسعة من الاراضي الخصبة ووجود مشروع الجزيرة كأضخم مشروع في القارة الافريقية واحتلال السودان للمركز الرابع عالميا في صادرات الضان خلف امريكا والصين والبرازيل مبينا ان استغلال موارد البلاد يحتاج الي مزيد من التطور والمواكبة في البنى التحتية وقال ان قلة الامكانيات في تصنيع المواد الخام تسببت في تصديرها للخارج مبينا انه مع اتجاه السودان لتصدير الرمال البيضاء من المتمة وبارا لالمانيا رغم الحاجة لتوطينها لدورها في تصنيع خلايا الطاقة الشمسية لعدم وجود امكانيات كافة للاستفادة منها وقال ان استفادة السودان من مشاريع حصاد المياه لاتزال محدودة داعيا للاستفادة من تجارب الاخرين والعلماء والعباقرة من ابناء الوطن والتمسك بالامل والتفاؤل والنظر للايجابيات الكثيرة بالسودان.
وجدد وزير الزراعة والغابات د.عبد الله سليمان اهتمامهم بمشاريع حصاد المياه لفائدتها للشرب والزراعة مبينا ان ماء الامطار المهدر خلال فصل الخريف ظل كبيرا جدا رغم اهميته في التنمية منوها الي نجاح كبير تحققه مشاريع الحصاد في بعض الولايات ونادى الوزير بضرورة التغيير في السلوك الانساني بالسودان وبعض المفاهيم الخاطئة ومراجعة طرق التفكير مشيرا الي سلوك البعض في التوسع في المساحات الافقية لا الراسية منوها الي نجاح وزارته في تنفيذ كثير من خطط الارشاد ونقل التقانة الي جانب اهتمامها بصغار المنتجين عبر الجمعيات التعاونية ونجاحهم في زيادة انتاج كثير من المحاصيل.
وكشف مدير الدائرة الهندسية بالشركة التجارية الوسطى البروفسير هجو حمد النيل عن وصول بعثة دولية من البرازيل خلال الايام القادمة لتقديم التمويل لصغار المنتجين بالسودان بعد نجاحها في دول افريقية اخرى داعيا الحكومة الي مزيد من الشراكة والدعم والحماية للقطاع الخاص وقال ان كثير من المشاريع بالبلاد تفشل بسبب سوء التخطيط وعدم الجراءة رغم توفر الكفاءات العلمية مشيرا الي ان المواطن في السودان يستهلك سكر اكثر من المنتج دون ترشيد ولايزال السودان يستخدم قصب السكر في التصنيع رغم عيوبه مع وجود بدائل ناجحة مثل البنجر والبامبي ووعد هجو باستمرار مهمتهم في التدريب ومحاربة الامية تجاه المعدات الحديثة وتوطين الزراعة الرقمية.
ودعا مدير شركة جياد للجرارات والآليات الزراعية المهندس صلاح دفع الله كرار الي مزيد من استخدام التقانات الحديثة في الزراعة واصفا مشروع الجزيرة بالمعجزة مطالبا بدراسة تجربته ونقلها لولايات اخرى وقال ان جياد تعمل على التغيير في ثقافة المزارع البسيط ونقله من الزراعة التقليدية الي الحديثة التي توفر الزمن وتزيد الانتاج مشيرا الي نجاحهم في ادخال رشاشات المبيدات والاسمدة وأكد على اهمية الاعلام في التثقيف والتوعية والارشاد.
وفي السياق نادى المستشار بشركة شيكان للتامين الخبير الزراعي صديق يوسف الي تيسير التمويل للمزارعين داعيا الي احداث تغييرات في كثير من السياسات تجاه الزراعة بالبلاد مشيرا الي انها على مر الازمان لم تكن واضحة وقال ان الزراعة التقليدية اصبحت لاجدوى لها مع تطور الزراعة الحديثة مشيرا الي دور التامين في حث المزارع على التطور وفتح افاق جديدة.
وطالب الصحفي علي ميرغني المختص في الشأن الزراعي بتيسير التمويل للمزارعين ومزيد من الدعم عبر التمويل الاصغر وتمليك المزارع وسائل الزراعة الانسب لبيئته والتي يستطيع الحصول عليها وليس الاحدث فقط وقال يجب ان يتم التركيز على مشاريع اخرى تكون ذات عائد أكبر غير مشروع الجزيرة والخروج من عقدة الزراعة المروية الي الزراعة المطرية .