وكنيسة حلايب وحدها الآمنة
خالد كسلا
< لا تفجير أصلاً في كنيسة مارمينا في مدينة حلوان المصرية ..والحكاية كلها دعاية مخابراتية تنطلي على شعب بلا عزيمة مغلوب على أمره نشفق عليه كما نشفق على كل الشعوب العربية والإفريقية ضعيفة الإرادة.
< اختيار كنيسة في حلوان خارج مركز القاهر والإسكندرية لتعديل خطة الحكومة المصرية .. بالقول بإحباط تفجير أو احباط هجوم ..واحباط تعني لا خسائر في الارواح.. لكن الاخبار المصرية في الاهرام والزمان البريطانية تتحدث عن سقوط تسعة وجرح خمسة.. فأين الاحباط؟
< لم يحبطوا عملاً ارهابياً قادماً من الخارج.. بل كان احباطاً ومزيداً من احباط معنويات الاقباط.. ولسان حالهم يقول للمخابرات المصرية بأن كفى تفجيرات منكم ضدنا فقد وصلت الرسالة.
< الرسالة هي صناعة موقف مصري موحد يساند استمرار هذه الحكومة يدفع ثمنه الأقباط .. وكذلك المصلون مثل مصلي العريش داخل المسجد الذي امطرته المخابرات المصرية بوابل من التفجيرات. والتعديل هو أن يقال بأن السلطات المصرية(أحبطت) حيث لا شيء أصلاً يحتاج إلى احباط غير معنويات الشعب.. احباط معنوياته بأخبار مفبركة تجعله يؤيد استمرار النظام الانقلابي.. ويؤيد استمرار انتهاكات المعتقلين داخل سجون طرة والعقرب والقناطر وغيرها وهم معتقلون فيها بتهم ملفقة. ولو بالفعل سقط تسعة ضحايا وجرح خمسة وخيمت المخاوف الأمنية بصورة فظيعة على سماء حلوان .. حلوان أرض السكر.. فأين الإحباط؟ وهل هناك إحباط غير الذي تفعله السلطات المصرية للأقباط بتفجير كنائسهم؟
< والحكومة المصرية.. حكومة الورطة بامتياز .. تتحدث عن عزيمة للشعب المصرية ضد تفجيرات الكنائس هناك .. وهي عزيمة مزعومة طبعاً ينافق بها النظام الانقلابي ..لاخفاء آثار جرائمه ضد كنائس الاقباط . ولو كانت للشعب عزيمة لكان قد رفض الانقلاب من بدايته ..لأنه اهدر جهوده .. وقد أوصله الآن إلى درجة أن اصبح أبناء الشعب من غير أسر عصابة الجنرالات والقضاة الظلمة والتمثيل ذي القبل الحارة.. يشتمون مصر. ولا حل للمصريين في هذه المرحلة الجهنمية التي تفجر فيها المخابرات المصرية الكنائس والمساجد وغداً الاندية ودور السينما والرياضة إلا بمغادرة مصر إلى حين.
< إن اللاجئين الفلسطينيين لو احوالهم خارح فلسطين افضل بسبب بطش الاحتلال اليهودي بالدعم والتمويل الأمريكي .. وهم محميون بالقوة الأمريكية.. فالآن بنفس هذا الدعم عن طريق اليهود اصهار والد السيسي يكون بطش المصريين الاحرار الغلابى .. ويكون وجودهم الآن خارج مصر افضل منه داخلها. والمصريون شعب مطلوب جداً من ناحية الخبرة والفكرة والنفرة .. وفي مصر تعطل الحكومة كل هذه الميزات لأنها تعتمد فقط على العسكريتاريا (الطبقة العسكرية).. فهي مستأثرة بكل شيء لا يعنيها. والشعب المصري يدفع ثمن احتلال حلايب .. وهو لا يعنيه هذا في شيء .. ويرى نقل صلاة الجمعة في دولة ليست دينية .. دولة علمانية .. من حلايب .. وهذا اقحام منها للدين في الرسائل السياسية .. والحكومة هناك تحذر من محاولات قيام دولة دينية وهي تستغل الدين على طريقة فتوى رضاعة الموظفين من الموظفات في المكاتب المصرية. ويبدو أن الحكومة المصرية ترى إنها ستنجح في خداع السودان .. وظنت أن وزير الخارجية السوداني غندور سيزور القاهرة رغم نقل الصلاة من المثلث المحتل.
< والوزير يرفض الزيارة.. ويسهم بذلك في ازالة سوء الفهم وسط الشعب المصري .. وكانت مصر تنتظر زيارته لكي تستفسره عن بعض جوانب زيارة أردوغان.. فهي ترى ضرورة أن يخاصم السودان تركيا تبعاً للحكومة المصرية .. وكأننا نحن مازلنا في سودان حكم أسرة محمد علي باشا اليهودية الألبانية التي فصلت مصر عن الخلافة العثمانية المحترمة.
< على أية حال شعرت الحكومة المصرية بأن سيناريو استهدافها للكنائس والمساجد قد انفضح.. وظهر الاستياء في وجوه اذكياء الاقباط وأذكياء أهل العريش .. لذلك كان تعديل السيناريو إلى فكرة أن السلطات (أحبطت) تفجيرات في كنيسة مارمينا بحلوان.
< احبطت.. وسقط تسعة ضحايا .. وجرح خمسة .. وكلما السلطات تحبط تفجيرات كنيسة يسقط الضحايا ويحدث لغيرهم الجراح .. فأين الإحباط؟ الاحباط في نفوس الاقباط .. فهل ستطالبهم السلطات ببناء كنيسة في مثلث حلايب المحتل ..؟ طبعاً هناك لن تطولها التفجيرات التي تدسها المخابرات في الكنائس المصرية حتى لا يهرب المصريون والممصرون من المثلث المحتل.. لذلك الافضل للاقباط أن تكون كنائسهم في حلايب المحتلة.
غداً نلتقي بإذن الله.